التداول المتأرجح: كيف تستفيد منه لتحقيق أرباح سريعة ومدروسة؟

ظهر التداول المتأرجح ليكون هو الحل الأمثل أمام المتداولين الذين يرغبون في اقتناص فرص فريدة يحققون من خلالها أرباح سريعة ومدروسة في نفس الوقت، هذا النهج لا يتطلب التزامًا كاملًا أمام الشاشة، لكنه في المقابل يوفر ديناميكية تفوق الاستثمار التقليدي، مما يجعله خيارًا جذابًا للكثيرين.
السؤال الأهم هنا هو: "كيف يمكنك الاستفادة من هذا النوع من التداول؟ وكيف تفهم بعمق أساليب تطبيق استراتيجية التداول المتأرجح المناسبة لك؟ لن نتركك اليوم دون تقديم إجابات مُتكاملة لهذه الأسئلة حتى تكون على علم بكل ما يتعلق بالتداول التأرجح بداية من تعريفه ووصولًا إلى تحقيق الأرباح من خلاله.
ما هو التداول المتأرجح Swing Trading؟
قبل البدء في الحديث عن التداول المتأرجح وكيف البدء فيه، يجب أن نوضح لك ما هو في البداية، هو عبارة عن أسلوب شائع من أساليب التداول التي تهدف إلى الاستفادة من "تأرجحات" الأسعار التي تحدث على مدار بضعة أيام إلى عدة أسابيع.
تكون الاستراتيجية الأساسية هنا هو تبديل فكرة تحقيق أرباح طفيفة من عشرات الصفقات في يوم واحد أو انتظار نمو استثمار على مدى سنوات، يركز المتداول المتأرجح على تحديد اتجاه وشيك للسعر، الدخول في الصفقة، والاحتفاظ بها حتى تظهر علامات على نفاد هذا الزخم، ثم الخروج لجني الأرباح.
ما الذي يعتمد عليه هذا النوع من التداول؟
يعتمد هذا النوع من التداول بشكل أساسي على ما يلي:
- التحليل الفني لتحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة.
- يستخدم المتداولون الرسوم البيانية، والمؤشرات الفنية، وأنماط الأسعار لتوقع الحركة التالية للأصل المالي، سواء كان سهماً، عملة، أو سلعة.
- يعتمد النجاح بالكامل لأي استراتيجية تداول متأرجح هو القدرة على قراءة "قصة" السوق التي ترويها الرسوم البيانية.
مميزات وعيوب التداول المتأرجح
يحمل التداول المتأرجح جوانب إيجابية تساعد المتداول، وفي المقابل لا يخلو من بعض التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار قبل اتخاذ القرار، ولهذا السبب من الضروري معرفة مميزاته وعيوبه حتى تكون على علم كامل بكل ما ستواجه.
مميزات التداول المتأرجح
- توفير الوقت: لا يتطلب جلوساً طويلاً أمام الشاشة أو متابعة دقيقة للسوق طوال اليوم، على عكس التداول اليومي.
- أرباح محتملة أكبر: يركز على اقتناص تحركات سعرية أوسع، مما يمنح فرصة لتحقيق أرباح أكبر من الصفقة الواحدة مقارنة بالاستراتيجيات السريعة.
- مرونة في التطبيق: يمكن استخدامه في مختلف الأسواق سواء الأسهم أو الفوركس أو حتى العملات الرقمية.
- تكاليف أقل: بما أن عدد الصفقات محدود مقارنة بالتداول اليومي، فإن العمولات المدفوعة للوسطاء تكون أقل نسبيًا.
عيوب التداول المتأرجح
- مخاطر التبييت (Overnight Risk): إبقاء الصفقات مفتوحة لعدة أيام يجعلها عرضة لتأثير الأخبار المفاجئة أو الأحداث التي تقع خارج أوقات التداول.
- يحتاج منك الصبر والانضباط: قد يستغرق الوصول إلى الأهداف الربحية عدة أيام أو حتى أسابيع، مما يتطلب التزاماً صارماً بالخطة.
- رأس مال كبير نسبيًا: استخدام أوامر وقف الخسارة الواسعة لحماية الصفقة يعني الحاجة إلى توفر رأس مال أكبر لتغطية المخاطر.
- قد تضيع من يديك الاتجاهات الكبرى طويلة الأجل: التركيز على التحركات المتوسطة قد يؤدي أحيانًا إلى الخروج المبكر من صفقات كان من الممكن أن تحقق مكاسب أكبر على المدى الطويل.
اعرف: ماهو التداول الإلكتروني؟ أنواعه، فوائده، مميزاته، وعيوبه
ما هو الفرق بين التداول المتأرجح والتداول اليومي؟
الخلط بين هذين الأسلوبين شائع للغاية، لكن الفروقات بينهما واضحة ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على كل قرار يتخذه المتداول، ومن أجل تسهيل الأمر عليك، سوف نعرض الفروقات بينهما بشكل تفصيلي في النقاط التالية.
صفات التداول المتأرجح
- مدة الصفقة: تمتد من يومين إلى عدة أسابيع، مما يمنح المتداول فرصة لاقتناص تحركات سعرية أكبر.
- الوقت المطلوب: لا يحتاج إلى متابعة يومية طويلة، يكفي بضع ساعات أسبوعياً للتحليل والمراجعة.
- نوع التحليل: يعتمد بشكل رئيسي على التحليل الفني باستخدام الرسوم البيانية اليومية والأسبوعية.
- المخاطر المحتملة: أبرزها مخاطر الفجوات السعرية التي قد تحدث بين عشية وضحاها أو خلال عطلة نهاية الأسبوع.
صفات التداول اليومي
- مدة الصفقة: تتم في نفس اليوم، وغالباً ما تُغلق الصفقات خلال دقائق أو ساعات قليلة.
- الوقت المطلوب: يحتاج إلى تفرغ شبه كامل وساعات طويلة يومياً أمام الشاشة لمتابعة السوق.
- نوع التحليل: يعتمد على التحليل الفني قصير المدى باستخدام الأطر الزمنية الصغيرة مثل دقيقة، 5 دقائق أو ساعة.
- المخاطر المحتملة: أبرزها مواجهة التقلبات السريعة والحادة خلال جلسة التداول الواحدة.
اكتشف: أفضل أنواع التداول الأكثر ربحًا: دليل شامل للمبتدئين والمحترفين
أهم أدوات التداول المتأرجح
لتحقيق النجاح، يحتاج المتداول المتأرجح إلى مجموعة أدوات تساعده على اتخاذ قرارات مدروسة، أهم هذه الأدوات هي:
- برامج الرسوم البيانية (Charting Software): أدوات مثل TradingView أو MetaTrader ضرورية لتحليل الأسعار وتطبيق المؤشرات الفنية.
- ماسحات الأسهم (Stock Screeners): تساعد في فلترة آلاف الأسهم للعثور على فرص تتوافق مع معايير استراتيجية التداول المتأرجح الخاصة بك (مثل حجم تداول معين أو اختراق مستوى سعري).
- المؤشرات الفنية الرئيسية:
- المتوسطات المتحركة (Moving Averages): لتحديد الاتجاه العام للسوق (صاعد، هابط، عرضي).
- مؤشر القوة النسبية (RSI): لقياس زخم السعر وتحديد مناطق التشبع الشرائي والبيعي.
- مستويات الدعم والمقاومة: لتحديد مناطق الانعكاس المحتملة التي قد يرتد منها السعر.
- حجم التداول (Volume): لتأكيد قوة الحركة السعرية.
كن على دراية بكل تحديثات التداول التي تحدث في السوق من خلال تطبيقنا "سمارت تداول" الذي يقدم لك توصيات كل لحظة!
ما هي أفضل استراتيجيات التداول المتأرجح؟
لا توجد استراتيجية تداول متأرجح واحدة "مثالية" للجميع، فالأفضل هو ما يتناسب مع شخصيتك وقدرتك على تحمل المخاطر، إليك أشهرها:
- استراتيجية متابعة الاتجاه (Trend Following): هي استراتيجية التداول المتأرجح الأكثر كلاسيكية، تقوم على تحديد اتجاه عام قوي (صاعد أو هابط) والدخول في صفقات تتناغم معه، على سبيل المثال، في اتجاه صاعد، ينتظر المتداول تصحيحاً سعرياً (انخفاض مؤقت) للشراء عند مستوى دعم أو بالقرب من متوسط متحرك.
- استراتيجية التداول العكسي (Contrarian Trading): تعتمد هذه الاستراتيجية على المراهنة ضد الاتجاه السائد، يبحث المتداول عن علامات ضعف في الاتجاه الحالي، مثل وصول مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى منطقة تشبع شرائي قصوى، للدخول في صفقة بيع متوقعاً انعكاس السعر، إنها استراتيجية تداول متأرجح عالية المخاطر ولكنها قد تكون مربحة للغاية.
- استراتيجية الاختراق (Breakout Strategy): تركز على الدخول في صفقة عندما يكسر السعر مستوى مقاومة رئيسي (للشراء) أو مستوى دعم رئيسي (للبيع)، الفكرة هي أن هذا الاختراق يمثل بداية حركة قوية جديدة في نفس الاتجاه.
ما هي استراتيجية 1% في التداول المتأرجح؟ وما فائدتها؟
تعتبر هذه الطريقة أهم جزء في أي استراتيجية تداول متأرجح ناجحة لأنها تركز على ألا تخاطر بأكثر من 1% من رأس مالك، وبالتالي يعتبر الهدف الأساسي منها هي تقليل المخاطر بأكبر قدر ممكن.
وبالتالي تتمثل فائدتها في:
- حماية رأس المال
- التحكم النفسي من خلال إزالة الخوف والجشع من قراراتك
- تسمح لك بالتعلم من أخطائك دون أن تدمر حسابك
الأسئلة الشائعة
هل التداول المتأرجح للمبتدئين؟
نعم، يمكن أن يكون نقطة انطلاق ممتازة للمبتدئين، فهو أقل إرهاقًا من التداول اليومي ويتيح وقتًا أكبر للتفكير واتخاذ القرارات، ومع ذلك، يتطلب الأمر تعلمًا جادًا، والبدء بحساب تجريبي، وتطبيق صارم لإدارة المخاطر.
كيف أبدأ التداول المتأرجح؟
لتبدأ في إتقان التداول المتأرجح، عليك أولاً أن تتعلم أساسيات التحليل الفني وإدارة المخاطر من خلال الكتب والدورات، ثم تضع خطة واضحة تحدد فيها الأسواق التي ستتداول بها واستراتيجيتك وقواعدك. جرب هذه الخطة في البداية عبر حساب تجريبي حتى تكتسب الثقة وتحقق نتائج إيجابية، وبعدها انتقل للتداول الحقيقي برأس مال صغير يمكنك تحمل خسارته، ولا تنسَ أن تسجل جميع صفقاتك بشكل منتظم لتتعلم من أخطائك وتطوّر أداءك مع الوقت.
ما هي أكثر الصناعات المناسبة للتداول المتأرجح؟
الأسهم في القطاعات التي تتمتع بسيولة عالية وتقلبات واضحة هي الأنسب، مثل قطاع التكنولوجيا، الرعاية الصحية (التكنولوجيا الحيوية)، والطاقة، الأهم من القطاع نفسه هو أن يكون السهم لديه اتجاهات واضحة وحجم تداول كافٍ لضمان سهولة الدخول والخروج من الصفقات.